السلام عليكم
بدي استشارة لو سمحتوا
ابني عندو شهرين بيجيه مغص كثير خصوصا بالليل و بيفضل يضرب برجليه و ليديه و يتحول وجهه للاحمر و بيفضل يبكي
مع انو برازه مرات كتير بيكون اخضر
يا ريت طمني دكتور
على فكره هو يرضع بس طبيعي
بسم الله الرحمن الرحيم
المغص عند الرضع ظاهرة طبيعية وتصيب ما يقارب من 30 -40% من الاطفال حديثي الولادة، وهذا المغص المصحوب بالبكاء يقلق الاهل كثيرا ويسبب التوتر خاصة للأم والغريب أن الطفل الذي يعاني من المغص في العادة سليم ويكسب صحة بشكل ممتاز .
عادة ما يظهر المغص في الاسبوع الثاني من عمر الطفل على الحليب "المصنع" وليس حليب اصطناعي والحليب المصنع هو اجتهاد شركات تصنيع حليب البقر من مقاربته لحليب الأم, وفي الاسبوع الرابع للطفل على حليب امه وغالبا ما يتلاشى هذا المغص حت الشهر الرابع .
لئلا نخوض في مسببات المغص وهي عديدة اكتفي بما يلي
بالنسبة للبراز "الاخضر" عادة ما يكون نتيجة تسارع في الاخراج,وهذا ليس اسهالا, لتسارع حركة الامعاء peristalsis وهي من مسببات المغص ايضا أو بسبب عدم تناول الطفل لاحتاجاته في الرضعة الواحدة
مسببات المغص كثيرة كما ذكرت وهناك العديد من النظريات منها الحساسية على بروتينات الحليب وعدم القدرة على هضم سكر الحليب (اللاكتوز) وهذا امر فيزيولوجي لعدم نضوج الانزيمات الهاضمة ما يسبب في "تخمر" السكر وانتاج المزيد من الغازات والتي بدورها تزيد من المغص اضافة الى توتر الام او اي صدام وخلاف في العائلة ما ينعكس على الطفل ايضا.
والطفل السليم يتناول الحليب "بشراهة" وفي الاشهر الاولى (وهذه معجزة الهية) يستطيع الطفل ان يبتلع الحليب ويتنفس في نفس الوقت ما يزيد من ابتلاعه للهواء الذي بدوره يتجمع ويسبب المغص.
ما العمل:
يجب على الام ان تستمر في الرضاعة وعدم التحول الى الحليب المصنع,
الوضعية السليمة والهدوء عند ارضاع الطفل ,
ارضاع الطفل من الثديين بالتناوب بحيث يفرغ الطفل الثدي الاول قبل الانتقال الى الثدي الآخر اذا ما زال يطلب الرضاعة,
تجنب جميع المستحضرات الطبية والشعبية في التعامل مع الطفل الممغوص,
وضعية التجشؤ حتي يخرج الطفل ما ابتلعه من هواء,
مع ان نظرية عدم انتظام النوم والصحو للطفل في الاشهر الاولى من عمره تلعب دورا في الية المغص ,على الام ان تحاول تنظيم هذه الاوقات اما ارضاع الطفل فيكون حسب الطلب,
غالبا ما يكون أحد الوالدين متوتر وهي الام عادة والآخر هاديء ما يساعد في التغلب على الاضطرابات في هذه الفترة من حياة الطفل,
واذا ما تعذر كل ما سبق في الوصول الى تهدئة الطفل عندها يمكن اللجوء الى بعض العقاقير المقللة من انقباض عضلات الامعاء spasmolitics أو ما يسمى مكسرات "فقاقيع" الغازات Simethicon التي تحولها الى فقاقيع صغيرة يسهل نمريرها من الامعاء
واخيرا اللمسة الحنونة للأم وصوتها الذي يميزه الطفل وهو في رحمها كما الهدوء والضوء الخافت واحيانا الموسيقى الرقيقة تهديء من بكاء الطفل وتوتر الأم.
الموضوع طويل والمهم عدم ارتكاب الاخطاء في التعامل مع ظاهرة تعتبر فيزيولوجية في الأشهر الأولى من عمر الطفل
وفي النهاية لطمأنتك اختي العزيزة يكفيكي ان تعرفي وتقتنعي بأن طفلكي سليم وينمو بشكل ممتاز
ا