السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


جاءتني الدورة الشهرية في العشر الوسطى من رمضان ( الحمدلله أحسب و أعي ما أكتب تماما )،
ثم لم تأتي في شوال و لا ذو القعدة ،
ثم جائتني في يوم التروية الثامن ذو الحجة ،
ثم جائتني في عاشوراء العاشر من محرم ،
ثم لم تأتيني في صفر ...
و هانحن الآن 11 ربيع أول ولم تأتي .

قبل ذلك تفكرت في حيضتي ووجدتها هكذا :
أحيض في وقت محدد من الشهر الأول ثم ... الشهر الذي يليه مباشرة أحيض في نفس أو قريب من اليوم المحدد،
ثم تنقطع ما بين شهرين إلى ثلاثة شهور ،
ثم أحيض مجددا في وقت محدد من الشهر ... ثم أحيض الشهر الذي يليه مباشرة في نفس أو قريب من اليوم،
ثم تنقطع ما بين شهرين إلى ثلاثة شهور.


مع بداية البلوغ و سن المراهقة وربما حتى أول سنة بالجامعة كان يحيرني في حيضتي مسألتين :
1- توقيتها كما ذكرت .
2- عذاب نفسي أعيشه حتى أشعر أن بيني و بين الجنون شعرة يصل بي الأمر لدرجة أشعر برغبة في الخروج إلى الشارع و المشي دون وجهة محددة و الصراخ هكذا فقط ،
أشعر بالحزن و اليأس العميق لدرجة أشعر بثقل فكي و بالتبلد حتى عن الكلام أو البكاء النواح إنما دموع فقط أحيانا و كثيرا لا ...
أشعر كأني أركز على حقيقتي الفاشلة التي كأنما كنت أتهرب من خطرها ببالي بأني بلا قيمة لي في الحياة لولا علمي بواسع رحمة الله سبحانه له الأسماء الحسنى و الصفات العلا ...
و أشعر بالعجز عن إنجاز أي شيء كما يزداد علي تفكير وسواسي لدرجة متعبة( لا أود الخوض به) رغم أني لا أعاني منه في وضعي الطبيعي إلا بنسبة طفيفة جدا لا تكاد تذكر ، شدة هذا التعب النفسي يجعل عقلي في تركيز دائم حول أحزاني وهمومي و أشعر كأن لقمة طعام عالقة في صدري تكاد تصيبني بالاختناق ...
حدة هذا العذاب النفسي سبب لي أرقاً و اضطراب نوم مريع جدا فمهما بلغ بي النعاس أكره النوم أو أعرف بأني لا أستطيع لأني بمجرد ما أترك كتابا أو مشاهدة شيء ستزيد علي الأفكار المحزنة حد الجنون ...
هكذا لا أنام إلا عندما يهلكني التعب حقا أشبه بمن يغمى عليه دون أن يقصد ...
و بمجرد نومي بعد 3 إلى 4 ساعات أتنبه أو أتقلب أثناء النوم أستيقظ مباااشرة و أكره العودة للنوم ،
هكذا يغلب الضعف و الوهن على جسدي و أشعر بالعجز عن ممارسة مهام يومية مثل تنظيف المنزل ...
فأصبح جالسة طوال اليوم ...

أيضا رغم حسباني بأني لست من السفهاء و قدرتي في ضبط نفسي و التفكير السليم عالية مقارنة بالآخرين إلا أنني فقدت أعصابي في خصومات من العيار الثقيل إحداها مع رئيسة قسم كليتي مثلا و بعض تجارب مشابهة ...
كنت بعدها أشعر بوجع نفسي مؤلم جدا كالشعور بالذنب و ربما الحيرة كأن أقول في نفسي " أنا و أعرف و أعي عني ذلك جدا بأني لست من السفاء و بأني بارعة في ضبط نفسي و في التفكير السليم ... فلم فعلت ذلك لا أفهم لا أفهم "
حتى جاءت مرة كنت أسترجع ذكرى ترابطت أفكارها مع فكرة الخصومة و فترة حيضي أنذاك ...
هنا لأول مرة توقفت فجأة و سألت نفسي هل للحيض علاقة بالأمر ؟
فرحت مسترجعة خصومة مشابهة أيضا ووجدتها أثناء الحيض أيضا!
و هكذا كنت أسترجع و أتذكر العديد من الخصومات التي أفقد فيها أعصابي بغضب مفرط لدرجة الضرب و رمي الأشياء ووجدتها غالبها إن لم تكن كلها في فترة الحيض .

هنا لأول مرة فقط ( أثناء الدراسة بالجامعة ) روادتني فكرة هل من الممكن أن فترة الحيض لا يرتبط بها فقط آلام أو اضطرابات جسدية بل ممكن ... نفسية ؟
و هكذا لأول مرة كما قلت رحت لمحرك البحث قوقل و بحثت عن مفاتح لا أذكر تقريبا" مشاكل اضطرابات نفسية .. حيض "
حينها ..
اطلعت لأول مرة عن تصنيف في علم النفس الحديث يدعى متلازمة ما قبل أو أثناء الطمث.


هل من تفسير طبي للأمر ؟!
بالنسبة لتوقيتها .
و بالنسبة لحالتي النفسية التي ذكرت فهل ما أعانيه يتعلق بالحيض كما اطلعت أم لا ؟
رغم أني قبلها و أثناءها الحمدلله لا أعاني أي آلام جسدية كما كثير من الفتيات ، عدا
غزارة في تدفق الدم في الحيضة التي تأتي بعد انقطاع شهرين أو ثلاثة فقط ...
و ليست التي تأتي مباشرة بعد إتيانها في الشهر السابق .