السلام عليكم ورحمة الله
الظاهر إني سببت لك إرتباك في إجابتي السابقة وكان القصد أن أوضح الأمر على وجه العموم فإن مثل هذه الأعراض المذكورة يمكن أن توحي بإصابة الدماغ "برضُة" concussion أي إصابة للدماغ أدت إلى خلل وظيفي في معظم الأحيان يكون عابرا والطفل يتعافى بشكل تام وبدون مضاعفات وبدون تلف عضوي أو "ندب دماغية".
ّذكرتي بأن الطفل نام بعد ذلك بربع ساعة للصباح والنوم ليس بغيبوبة وقلت أنا بأن ما بعد الإصابة أهم من الغيبوبة لبضع ثواني, هو أن يبكي الطفل بشكل متواصل لساعات ما يدل على إصابة للدماغ ممكن أن تخلف آثار أو مضاعفات بعيدة المدى على نموه الجسمي وتطوره الحركي العقلي وهكذا .
ولم يكن القصد طفلكي على وجه الخصوص ومع كل ما ذكر يصعب التكهن بالإصابة ومضاعفاتها على عضو"هلامي" وهو الدماغ ووظائفه العديدة والتي (أي الوظائف) تبدأ ظاهرة للعيان مع الولادة لكنها لا تنتهي إلا بعد إكتمال النمو والتطور للطفلزولذلك من الصعب توقع تأثير الإصابة على وظيفة تظهر لاحقا في السن. ويحافظ الإنسان على معظم هذه الوظائف طيلة حياته والبعض يفقد جزءا منها أو بعضها مع الأيام وسمعتي بالزهايمر (الخرف) والشلل الرعاشي وفقدان الذاكرة وغيرها كثيرز
وقد وعدتكي أن أكتب عن إصابات الدماغ بالتفصيل في مناسبات أخرى ولكني هنا اقتصرت على شمولية الأمر وصعوبة التشخيص والتوقعات "للعواقب".
وبما أن طفلكي لم يظهر أي من أعراض إصابة الدماغ سوى النوم والذي في إعتقادي كان طبيعي لكنه استمر لفترة أطول. وما يطمئن إن استطعتي من إرضاعه وهو نائم حينها. وما عليكي الآن إلا الإهتمام بالغدة الدرقية ومتابعة مستوى الهرمون في دمه باستمرار. وكما ذكرت إن لم تظهر عليه أعراض نقص هرمونات الغدة حتى بدء العلاج فمن المتوقع ألا تظهر أي أعراض ما دام يأخذ العلاج وللأسف مدى الحياة.
أرجو أن لا ترتبكي وأن تهتمي بأطفالك من الآن فصاعدا و "عفى الله عما سبق" ويمكنكي التواصل متى واجهتكي أية مشكلة